نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة الأمة و هو
الذى
سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و صعد إلى
الجبل و
قال للناس , أيها الناس: يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا
الجبل
خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من
قبل
فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب
شديدً و إنى
أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى و من هنا بدأت السخرية
فبعد أن
كان الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و الشاعر و بدل أسمة الجميل
محمد سموة
لعنهم الله (( المزمم )) , ثم أخذ رسول الله يدعوا إلى الله سراً فبدأ
بدعوة
أسرته وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و
أخذ
رسول الله يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من
آمنت به :
زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب و زيد
بن
حارثة و صديقه أبو بكر الصديق و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى
الله فى
أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى بلغ لقريش أن محمد يدعوا قريش لترك عبادة
الأصنام
و الاتجاه لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر
بالدعوة و
بدأت عداوة الكفار للرسول .
نشر الدعوة جهراً و عداء قريش
فى نهاية السنة الثالثة للدعوة سراً أمر الله تعالى رسوله أن يعلن
الدعوة جهراً
و أن يعظ الناس و ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و
لم يولد
و لم يكن له كفواً أحد و ليتركوا عبادة الأصنام و ما أن شعرت قريش بذلك
إلا و
اتهمت رسول الله بالجنون لأن عبادة الأصنام بالنسبة لهم مصلحة إقتصادية
و منفعة
أدبية ثم نشطت عداوة قريش له و خاصة عمه أبو لهب و زوجتة أم جميل بنت
حرب و أبو
جهل (عمرو بن هشام ) و كان يكنى بأبى الحكم , بينما بدأ الكفار يعذبون
أقاءهم (
مملوكيهم ) ممن آمنوا مع محمد و صدقوا برسالته , و فى أول الأمر
امتنعوا عن
ايذاء الرسول لحماية عمه أبى طالب له , و لكن قريش لم تستطع كتم غيظها
فذهب
بعضهم إلى عمة أبى طالب و أخبروة إما أن يمتنع محمد عما يقوله و إما
ينازلوه
فرفض محمد مقولة عمه و قال مقولته المشهورة ((والله
لو
وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر لن أتركه
حتى
يظهره الله أو أهلك دونه)) , و كان عمه يناصره و يعلم أن لإبن
أخيه هذا
شأن عظيم , لما رأى مصاحبته و مرافقته فى المسير من أشياء تدله على ذلك
مثل :
إظلال الغمام له و نزول الماء حتى أستسقى لهم يوم أن قحط القوم و أجدبت
الأرض و
استسقت قريش بأصنامها جميعاً فلم تُسق فجاءوا إلى ابى طالب و قالوا :
استسق لنا
بإبن أخيك هذا اليتيم فأشار بأصبعه الشريف إلى السماء فأنهمرت بالماء
فأرتوى
العطشى و اخضرت الأرض و شرب كل ذى الروح و بذلك كان يعلم ابى طالب ان
لمحمد شأن
عظيم سيناله و لكنه كان على كفره حتى توفى فأزداد إيذاء الكفار لمحمد و
ضربوه
بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا
يخنقونة و هو
يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول
الله و
بصق على وجه النبى و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله و
اجتمعوا على
أن يقتلوه فجمعوا من كل قبيله رجل ليقتلوه و هو يخرج من غاره فيتفرق
دمه فى
القبائل و لكن الله تعالى نصره وأعمى أعينهم و أبصارهم والله على كل
شىء قدير .