رسولى حبيبى المـديـر العـــام
توقيع النتدى : دعاء عدد المواضيع : 60920 العمر : 36
| موضوع: الرضا بالقضاء والقدر الثلاثاء مارس 09, 2010 8:41 pm | |
| الرضا بالقضاء والقدر إن المصائب التي يُصاب بها الخلق قدر مقدور، وقد أمر تعالى عباده بالصبر، ورتب على ذلك الثواب الجزيل فقال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر 10 . وبعد الصبر تأتي منزلة أعظم وهي منزلة الرضا بالقضاء والقدر. كتب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إلى أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ فقال: "أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر". وكان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أسألك الرضا بعد القضاء". قال الله تعالى: {وإن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فلا كاشفَ له إلاَّ هوَ وإن يُرِدْكَ بخيرٍ فلا رادَّ لفضلهِ يُصيبُ به من يشاءُ من عبادهِ وهو الغفورُ الرَّحيم * قُل ياأيُّها النَّاسُ قد جاءكُمُ الحقُّ من ربِّكُمْ فمن اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسهِ ومن ضلَّ فإنَّما يَضِلُّ عليها وما أنا عليكُم بوكيل} سورة يونس107-108 حال السلف عند المصيبة: 1- قال ثابت البناني: مات عبدالله بن مطرف بن الشخير فخرج التابعي مطرف على قومه في ثياب حسنة وقد أدهن، فغضبوا، وقالوا: يموت عبدالله ثم تخرج في ثياب من هذه مدهناً؟ فقال: أفأستكين لها، وعدني ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال، كل خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها. قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة 156-157. 2- كان صلة بن أشيم في مغزى له ومعه ابنه فقال: أي بني، تقدم فقاتل حتى أحتسبك، فتقدم فقاتل حتى قتل، ثم تقدم صلة فقتل، فاجتمع النساء عند أمه "معاذة العدوية" فقالت: مرحباً بكن إن كنتن جئتن مهنئات، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن. 3- ما روي أن عمر بن عبدالعزيز ـ رضي الله عنه ـ لما مات ابنه دفنه عمر وسوَّى عليه التراب، ثم استوى قائماً فأحاط به الناس، فقال: رحمك الله يا بني؛ قد كنت براً بأبيك، والله ما زلت منذ وهبك الله لي مسروراً بك، ولا والله ما كنت قط أشد بك سروراً، ولا أرجى بحظي من الله تعالى فيك، منذ وضعتك في هذا المنزل الذي صيرك الله إليه. .4- الفضيل بن عياض، كان إماماً وكان له ابن لا يحتمل سماع آيات الوعيد، فإذا سمعها غُشي عليه، فكان الفضيل يتحرز أن يقرأ هذه الآيات إذا كان ابنه يصلي خلفه فقرأ ذات مرة آيات فيها وعيد ولم يعلم أن ابنه خلفه، فغشي على ابنه ومات بعدها، فخرج على الناس يضحك رضا بقضاء الله وقدره. .5- وقال عمر بن عبدالعزيز ـ رضي الله عنه ـ: "أصبحت وما لي سرور إلا في مواضع القدر". .قال الله تعالى : {ما أصابَ من مُصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكُمْ إلاَّ في كتابٍ من قَبْلِ أن نبرَأَهَا إنَّ ذلك على الله يسيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم ولا تفرَحُوا بما آتاكُمْ والله لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فخور} سورة الحديد23-24 .- وفي الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها". . وفيهما أيضاً عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ما يصيب المؤمن بلاء ولا نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه". .وفيهما أيضاً: "ما من مسلم يصيبه أذىً من مرض فما سواه إلا حُطَّت عنه خطاياه كما يحت ورق الشجر".
وروى الإمام أحمد وغيره عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع.
| |
|