مفتي مصر: المبادئ الدينية تلعب دورا فعالا في احتواء الأزمة المالية
7/4/2009
أكد مفتي مصر الدكتور علي جمعة، أن المبادئ الدينية يمكن أن تقوم بدور فعال في احتواء الأزمة الحالية، وهذه المبادئ التي أكد عليها الدين الإسلامي من بينها التعاون والتكاتف، والترشيد في الإنفاق، وعدم الإسراف، ومد يد العون للآخرين، وعدم الجشع والمخاطرة غير المحسوبة من غير رحمة بمصالح الناس.
وأضاف مفتي مصر أن القيم والمبادئ الدينية يمكن أن تساهم بفاعلية في مواجهة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على مختلف دول العالم،وقال في لقائه أمس الأول رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون في كاتدرائية القديس بولس في لندن: " إننا في هذا الوقت الحرج محتاجون إلى فتح نقاش عام حول تداعيات الأزمة المالية وسبل علاجها".
وطالب مفتي مصر بإعطاء الفرصة للدول الفقيرة في صياغة النظام الاقتصادي العالمي، داعيا إلى ضرورة إجراء إصلاحات جذرية للنظم المالية على الصعيد العالمي، مؤكدا أن هذا الهيكل الجديد لابد أن يقوم على أسس أخلاقية تراعي الفقراء والمعدومين.
كما دعا جمعة إلى ضرورة إفساح المجال أمام العلماء والدعاة في أخذ دورهم بالتوعية الدينية حول أهمية هذه القضية، عبر دور العبادة والمحاضرات وورش العمل والمؤتمرات والنشرات ووسائل الإعلام، موضحا أن الباب مفتوح للتعاون الإسلامي المسيحي لهذه المشكلة، التي باتت اليوم هما عالميا لابد أن نتعاون في إيجاد حلول عملية له من خلال القواعد والضوابط الدينية، وتحديد المقاصد الشرعية التي تهدف إلى رفع مستوى الحياة الإنسانية.
وكان مفتي مصر قد أجاز الحصول على فوائد استثمار وإيداع الأموال في البنوك الأجنبية، باعتبارها وسيلة مستحدثة من وسائل التعاملات المالية في عالم اليوم، والتي لايمكن تجاهلها، موضحا: " إذا كان العلماء قد اتفقوا على حرمة الربا، فإنهم قد اختلفوا في حكم الفوائد البنكية بعد ذلك، لا لخلافهم في حكم الربا، لكن لخلافهم هل هي من قبيل الربا أصلا أو لا؟ وهذا الخلاف سببه خلافهم في تصويرها وتكييفها".
كما أوضح أنه يجوز للبنك أن يأخذ العائد المتفق عليه مع أصحاب المشروعات الكبيرة التي قام البنك بتمويلها، فهذه المعاملة هي تـمويل واستثمار وليست قرضا، وهي من العقود الجديدة غير المسماة التي يجوز استحداثها.
يذكر أن الفتوي التي تحلل فوائد ايداعات البنوك والقروض البنكية تتعارض مع مااستقرت عليه المجامع الفقهية الاسلامية التابعة لرابطة العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمرالاسلامي بل ومجمع البحوث الاسلامية في مصر في ثمانينات القرن الماضي والتي تؤكد علي حرمة فوائد ايداعات البنوك وان الفوائد علي القروض التي تمنحها البنوك للعملاء هي ربا محرم سواءا كان القرض للاستهلاك او للاستثمار.
إلي جانب ذلك فهناك علماء بالازهر الشريف علي رأسهم الدكتور محمد رافت عثمان والدكتورعبد الفتاح الشيخ الرئيس الاسبق لجامعة الازهر وعطية صقر والمشد والدكتور يوسف القرضاوي وغيرهم كثيرون يرون ان فوائد البنوك سواءا علي الايداعات او القروض هي ربا محرم شرعا .