عندما خطب الرسول -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش لزيد بن حارثة ، غضبت زينب لأن زيد مولى رسول الله ، وهي يخطبها سادة قريش
فأنزل الله تعالى :( ومَا كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنةٍ إذا قَضَى اللّه ورَسُوله أمْراً أنْ يَكونَ لَهُم الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِم )
سورة الأحزاب ( آية 36 )
فأرسلت زينـب الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- وقالت :( إني استغفر الله وأطيع الله ورسولـه ، افعل يا رسول الله ما رأيت ) فزوّجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيداً
**********
تبنى الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة ثم زوجه من ابنة عمته ( زينب ) ، ولكن الحياة الزوجية أخذت تتعثر ، فانفصل زيد عن زينب ، وتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم-
قال تعالى :( وإذْ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه أمسكْ عليك زوجكَ واتقِ اللهَ وتُخْفي في نفسكَ ما اللهُ مُبْدِيه وتَخْشى الناس والله أحقُّ أن تخْشَاهُ ، فلمّا قضى زَيْدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكها لكي لا يكون على المؤمنيـن حَرَجٌ في أزواج أدْعيائهـم إذا قضوا منهنّ وَطَـراً ، وكان أمْـرُ اللـهِ مَفْعـولاً )
سورة الأحزاب ( آية 37 )
وانتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة : كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد ؟ فأجابهم القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء
قال تعالى :( مَا كانَ مُحَمْداً أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم ، وَلكِن رَسُول اللّهِ ، وخَاتِم النّبِيّين )
سورة الأحزاب ( آية 40 )
وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول ( زيد بن حارثة )
**********
نزل قوله تعالى :( والشّعراء يَتْبَعْهُم الغَاوُون )
سورة الشعراء ( آية 224 )
فحزن الشاعر عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- ولكنه عاد وفرح عندما نزلت آية أخرى
قال تعالى :( إلا الذينَ آمَنُـوا وعَمِلُـوا الصّالحات وذَكَـرُوا اللّهَ كَثِيراً وانْتَصَـرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا )
سورة الشعراء ( آية 227 )
**********
كان خباب بن الأرت رجلاً قَيْنـاً ، وكان له على العاص بن وائل دَيْـنٌ ، فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص :( لن أقضيَـكَ حتى تكفر بمحمد ) فقال خباب :( لن أكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ ) قال العاص :( إني لمبعوث من بعد الموت ؟! فسوف أقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ ؟!) فنزلت الآية الكريمة
فنزل فيه قوله تعالى :"( أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً ، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ، َنَرِثُهُ ما يقولُ ويَأتينا فرداً ")
سورة مريم (آية 77-80 )
**********
لم يكن عُمير بن سعد يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت ) يقول :( لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !) وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عُمير هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، أينقل ما سمع للرسول ؟ كيف والمجالس بالأمانة ؟ أيسكت عما سمع ؟ ولكن حيرته لم تطل ، وتصرف كمؤمن تقي ، فقال لجُلاس :( والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسـول اللـه ما قلت ) وهكذا أدى عمير لأمانة المجالـس حقها ، وأدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول :( لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك ) وبعث الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف باللـه كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل
قال تعالى :( يَحْلِفُون بِاللهِ مَا قَالوا ، ولقَدْ قَالوا كَلِمَة الكُفْرِ ، وكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِم وهَمّوا بِما لَمْ يَنالوا ، ومَا نَقموا إلا أن أغْنَاهم اللهُ ورَسُولُه مِنْ فَضْله ، فإن يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لهم ، وإن يتولّوْا يُعَذِّبْهُم اللهُ عَذَاباً أليماً في الدنّيا والآخرةِ ، وما لهُم في الأرضِ مِنْ وَليٍّ ولا نَصير )
سورة التوبة آية ( 74 )
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له :( يا غُلام ، وَفَت أذُنك ، وصَدّقت ربّك )
**********
لمّا نزلت الآية الكريمة :( انّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُور )
سورة لقمان ( آية 18 )
أغلق ثابت بن قيس باب داره وجلس يبكي ، حتى دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وسأله عن حاله ، فقال ثابت :( يا رسول الله ، اني أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل وقد خشيـت أن أكون بهذا من المختاليـن ) فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يضحك راضيا :( انك لست منهم بل تعيش بخيروتموت بخير وتدخل الجنة )
ولما نزل قول الله تعالى :( يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاتَرْفَعُوا أصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتَ النّبِي ، ولا تّجْهّروا له بالقَوْلِ كجَهْرِ بَعْضكم لبَعْض ، أن تَحْبِطَ أعْمَالكُم وأنتُمْ لا تَشْعُرون )
سورة الحجرات ( آية 2 )
أغلق ثابت عليه داره وطفق يبكي ، وأرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من يدعوه وجاء ثابت وسأله النبي عن سبب غيابه ، فأجابه :( اني امرؤ جهيـر الصوت ، وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك يا رسـول اللـه ، واذن فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار ) وأجابه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( انك لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة) فقال :( رضيتُ ببُشرى الله ورسوله ، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله )
فنزلت الآية الكريمة :( إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عندَ رَسولِ الّله أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى ، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ عَظِيمٌ )
سورة الحجرات ( آية 3 )
******
موافقات سيدنا عمر مع القرآن
عن أنس قال: قال عمر وافقت الله فى ثلاث - أو وافقنى ربى فى ثلاث -
قلت يا رسول الله ، لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى
وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب
قال وبلغنى معاتبة النبى - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه ، فدخلت عليهن قلت إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - خيرا منكن . حتى أتيت إحدى نسائه ، قالت يا عمر ، أما فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات ) البخاري
المعنى العام للحديث
من المعلوم أن القرآن نزل منجما " أى مفرقا " وكان نزوله حسب الظروف والمناسبات ولتثبيت قلب الحبيب " صلى الله عليه وسلم "
كان سيدنا عمر في ذكائه ورؤيته البعيدة يرى المناسبة فيجرى على لسانه ما تحتاجه هذه المناسبة من أحكام فينزل الوحى بالحكم والآية فيوافق ما قاله سيدنا عمر ويشير ذلك إلى صفاء النفس و إلهامها و إلى بصيرة نافذة
وموافقات سيدنا عمر أوصلها العلماء إلى عشر أو يزيد وهذا لا يتعارض مع متن الحديث حيث الثلاثة جزء من العشرة رضى الله عنه وعن صحابه رسول الله