takeel2020 مشرف
عدد المواضيع : 56892 العمر : 34
| موضوع: باب الرواية لفهم الفاشية الإسرائيلية الثلاثاء يونيو 09, 2009 3:22 pm | |
| كرة القدم..
باب الرواية لفهم الفاشية الإسرائيلية [b]نائل الطوخي
[b]
[b]محاولة هزلية للسخرية من الحرب الإسرائيلية ضد غزة، كتبت قبل الحرب بزمن طويل، هذه هي مفارقة رواية "حرب التسعين دقيقة" للكاتب الإسرائيلي إيتي مئيرسون، الصادرة مؤخرا وتقدم محاكاة ساخرة للواقع الإسرائيلي الحالي. أحداث الرواية تحكي عن طريقة فريدة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي أن يشكل كل من الطرفين منتخبا لكرة القدم ويقيما مباراة بينهما، والفائز في المباراة هو الفائز بالأرض المقدسة. أجواء الرواية تبدو مألوفة وقريبة تماما من الجمهور الإسرائيلي هذه الأيام: اجتماعات عاصفة للقيادة الجيش والأركان العامة في محاولة لتقييم درجة استعداد الفلسطينيين للصراع القادم، ومحاولات خداع من السياسيين الذي يريدون التأثير علي الجمهور حتي يدعم موقفهم، الفساد والتعتيم علي الحقائق داخل إسرائيل وفي الساحة الدولية علي حد سواء، وفي النهاية، يبدو كل هذا استعدادا لمباراة كرة قدم، هي التي ستحسم أي من الفريقين، الفلسطينيين والإسرائيليين، سوف يأخذ الأرض، وأيهما سوف يحزم أمتعته ويبحث لنفسه عن أرض أخري. وتنتهي الرواية قبل افتتاح المباراة. صحيفة يديعوت احرونوت أجرت حوارا مع مئيرسون، الذي انتقد بقوة تغييب الجمهور في إسرائيل حتي يصدق أكاذيب الساسة، وقال: "هذه ليست رواية عن كرة القدم، لأن الأكثر أهمية بالنسبة لي هو وصف الطريق، كيف نبدو في الطريق، كيف يتم تجنيدنا لكي نصدق أن كل خطوة مرعبة هي خطوة جيدة، لأنها غير مرتبطة بسفك الدماء." وما المخيف في حسم المواجهة التي استمرت لعشرات السنوات؟ هذا مخيف لأنها طريقة غير ديمقراطية، ولأنها ترغم كل أبناء الشعب الخاسر علي أن يكونوا لاجئين وأن يمروا بعملية تهجير، بدلا من تعلم الحياة سويا." أضاف الكاتب: "يمكننا أن نري، مثلما في هده الأيام، كيف يتم تجنيد المجتمع بشكل شامل وسريع لأشياء ليست صحيحة دائما. كيف أننا واثقون من كوننا نقوم بأفضل شيء في العالم، وبعد هذا يتضح أن القادة كانوا يبيعوننا أشياء أخري تماما. هم ينجحون في هذا، لأننا في أوقات الأزمة أو الحرب نريد أن نتبلور وأن نشعر أننا قريبون ومخلصون لهدف يجمعنا جميعا." هل توقعت أن ينشر الكتاب الآن بحيث يبدو أتي في وقته تماما؟ كنت مستعدا لبذل الكثير حتي لا يبدو الكتاب وكأنه أتي في وقته. بدأت في الكتابة في الأيام الأخيرة لانتفاضة الأقصي، وأذكر بوجي (موشيه) يعالون وهو يقول في الراديو أننا انتصرنا. ومنذئذ حدث انفصال غير سهل (عن غزة) ودارت حربان. المدي الزمني في البلاد تقلص بشكل مخيف. هناك من يمكنهم في خدمتهم النظامية أن يشاهدوا حربين." الواقع يفوق ما تخيله الكاتب في روايته. يقول عنه: "هو يفاقم العبث الذي حاولت تقديمه في الكتاب، كيف أننا نتمسك بالوحدة، وفي كل مرة يمكننا التمسك فيها بقشة الوحدة نقوم بأشياء إشكالية للغاية فقط كي نشعر أننا بجوار بعضنا البعض. كيف أنه عندما يخرج جيش الدفاع الإسرائيلي لعملية عسكرية كبيرة، ننطوي في نقطة الصفر الخاصة بنا، والتي نصبح فيها طول الوقت علي حق وطول الوقت نشعر أننا وحيدون، وأننا لن ننتصر إلا عندما نكون وحيدين." حل الاكتفاء بكرة القدم كان مكانا جيدا لكي تربطه بالمشاعر الوطنية، أليس كذلك؟ نعم، الوطنية وكرة القدم هما قوتان قويتان للغاية. شاهدت هذا الأسبوع مظاهرة لليسار في تل أبيب، علي هامشها وقف اليمينيون ومعهم أعلام إسرائيل مكتوب عليها "دعوا الجيش ينتصر." الموقفان كانا شرعيين في رأيي، ولكنني لم أستطع منع نفسي من الضحك عندما غنوا الأغاني التي تغني في مباريات الكرة: "من ليس معنا _ فهو حماس"، "إلي أين يا إسرائيل"، ولم يكونوا يقولون هذا بسخرية." "من وجهة نظرهم ليس من فرق بين الساحتين، ساحة المعركة هي ملعب كرة. هذا، فيما أعتقد، لأن الكرة، بخلاف الدبلوماسية، هي لعبة انتصار مقابل لا شيء، وهذا شيء نريده جدا، هذي هي الرغبة الخفية في الأقبية المظلمة لعقول وقلوب الكثير من الإسرائيليين، حتي الذين يبدون مستنيرين." "أن ننتصر بشكل حاسم علي الفلسطينيين؟ لن يعترف أحد بهذا والعياذ بالله، بمن فيهم من يقترحون تهجير الفلسطينيين، لأن حقوق الإنسان مهمة بالنسبة لهم، ولأن لديهم ما يسمونه ضميرا يهوديا، ولكن في ركن مظلم يختبئ شيطان صغير يقول أنه لو أمكن باستخدام السحر أن يختفي العرب فهم لن يقولوا لا. هم لا يريدون الانتصار بالنقاط.. لا يريدون عملية ناجحة في لبنان أو في "الدرع الواقي"، هم يريدون الانتصار.[/b][/b][/b] | |
|