رسولى حبيبى المـديـر العـــام
توقيع النتدى : دعاء عدد المواضيع : 60920 العمر : 36
| موضوع: صديقي الليبرالي الملتحي...الجزء الثالث السبت مارس 12, 2011 6:23 pm | |
| الجمتني الدهشه .. وشعرت بأن خلايا المخ لدي .. قد تاخرت للحظات في نقل التوجيه .. الى تفكيري ..فلم اعد ادرك مالواجب علي فعله .. ! حساسية المكان .. واهمية الزمان .. الذي التقينا فيه .. وهول المفاجأة تواكبت جميعها .. لتشل قدرتي على اتخاذ القرار المناسب .. ![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التقت عيناي .. بعينيه ! وشعـُر هو .. بهول الصدمه والحيرة .. التي اعيشها .. تسمر في مكانه .. واغرورقت عيناه .. بدمعة حرى صامته .. جامده !! فلا هو بالذي مسحها .. !! ولا هي بالتي .. انسكبت على خده ..! لم امد له يدي مصافحا" .. ابدا" .. ابدا" فما تلك اللحظة .. بلحظة التقاء الاكف فقط ..بل هي لحظات التقاء القلوب .. شرّعتُ له .. ذراعيّ الاثنتين .. وما كاد يراها وقد شـُرّعتْ الا وارتمى بكل ما اوتي من قوة .. والتفـّتْ يمينه لتلقي شماله .. حول كتفيّ وكأنه غريق .. في بحر لجي .. وقد وجد ضالته . شعرت بأزيز اضلعه .. وسخونة انفاسه وكأنما في حنجرته .. سدود وحشرجات !! لم ينطق ببنت شفه .. وما زال مقدار قوة احتضانه كما هي .. لم تخبو .. او تقل! تركت له نفسي ..ووضعت يمناي .. خلف رأسه المتعب ! واذا به يطبع قبلة .. على كتفي الايمن .. لم اشعر بأصدق منها .. من اخٍ لأخيه ..!! رفعت رأسه .. لأبصر وجهه .. فاذا بأودية من الدموع .. قد تراكمت . وسارت .. وانسدلت .. بتحنان بالغ .. على خديه .. ومن ثم .. .. على ( لحيته ) لم أرى بأجمل منها .. قد نبتت على عارضيه .. قال لي : وعبراته تتزافر .. واضلعه تتنافر ..: انت ( اخي ) .. ولست بـ ( صديقي ) فقط .. قبلت جبينه بقوة وعانقته من جديد .. كان الزمان .. ضحى التاسع من ذو الحجه ..لهذا العام اشرف يوم اشرقت فيه شمس .. وكان المكان .. في مخيم دعوي .. على ارض عرفات الطاهره .. وكان ( أخي ) .. يلتحف ردائين ابيضين .. كأنصع مارأيت من بياض .. اخذته بيده .. فأنقاد طواعية .. وفي الطريق الى خيمتي .. كانت دموعه تذرف بصمت .. واصابع يسراه .. تقبض على انامل يمناي .. بكل ما اوتي من قوه ! وكأني أسير بين يديه .. يخشى هروبي ! اللهم ما اكرمك .. وما احلمك .. وما اجودك .. اهذا هو ( صديقي ) عدو ( اللحى ) اللدود ؟؟ وقد اصبح .. صديق ( اللحى ) الودود .. (( اللهم ردنا اليك ردا جميلا )) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]... دخلنا الخيمه .. وبعد ان اسندته الى صدرها .. حيا الله ( صديقي ) .. قلتها له . رمقني بنظرة عتاب .. وقال : الم اقل بأنك ( اخي ) ..بل انت من اغلى الاخوان .. ايها الحبيب !! مرت لحظات صمت .. وفي قلبي شوق عارم .. لمعرفة سر تحوله .. من ذلك المقاتل الشرس .. الى الحمل الوديع .. !! اردت ان اسأله .. انـّـى لك هذا !!؟ لدي الف سؤال وسؤال .. اريد نثرها بين يديه .فأثرت الانتظار .. ريثما تهدأ نفسه وتستقر مشاعره .. وما هي الا لحظات .. حتى عاد الى هدؤه ونظر الي .. .. وبحنكته التي اعرفها فيه .. قال ..: لديك اسئلة كثيرة .. اليس كذلك ؟ اومأت له برأسي .. كدليل موافقه .. ! سأجيبك .. عن كل شيء .. فقط .. عندما نعود الى مدينتنا .. وبعد ان نكمل حجتنا .. !! بأهم حدث عرفته في حياتي .. !!وكيف احياني الله .. بعد موتي !! وماذا قلت لأبنتي الصغيره ..؟ ومن ذاك الذي دعاني وانا نائم ؟ فقط كن بالقرب .. وعلمّني .. كيف احب الله ورسوله .. ؟؟ بقينا في ضيافة الرحمن .. بقية ايام الحج .. رأيت في اخي .. لهف وشوق .. الى محبة الله .. لم اره في احد قبله .. كان دعائه .. مصحوب بدوع الندم .. وحسرات الضياع .. ! قبيل غروب شمس يوم عرفه .. انتحى جانبا" .. وانا ارمقه بنظرات المشفق المحب .. وقد ستر خديه وعينيه بكفيه .. الله اعلم .. ماذا كان يقول !! . . . . . ـإنتظروا حوار الصديقين سيكون الجُزء الرابع من القصّة ..
| |
|